تأهل السويسري روجيه فيدرر المصنف ثانياً إلى نهائي بطولة رولان غاروس، ثاني البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، للمرة الرابعة على التوالي اثر فوزه على الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الخامس 3-6 و7-6 (7-2) و2-6 و6-1 و6-4 في نصف النهائي اليوم الجمعة.
ويلتقي فيدرر الساعي إلى لقب أول على رمال رولان غاروس، الأحد في النهائي مع السويدي روبن سودرلينغ الثالث والعشرين الذي تأهل لأول مرة بتغلبه على التشيلي فرناندو غونزاليس الثاني عشر 6-3 و7-5 و5-7 و4-6 و6-4 اليوم أيضاً.
والفوز هو السادس لفيدرر على دل بورتو في المواجهات المباشرة الست بينهما.
في المباراة الأولى، ويعود الفضل في فوز فيدرر إلى خبرته التي أنقذته من توديع البطولة دون أن يحرز اللقب الكبير الوحيد الذي عز عليه كثيراً بعد أن اقترب منه 3 مرات خسرها جميعاً أمام الإسباني رافاييل نادال المصنف أول عالمياً وبطل السنوات الأربع الماضية.
في المجموعة الأولى، تفادى دل بوترو خسارة إرساله وأدرك التعادل 1-1 بعد أن سنحت الفرصة لفيدرر عدة مرات لكسره وكاد يتقدم 2-صفر بعد أن نجح بإرساله الأول، وتكرر السيناريو في الشوط الرابع وعادل أيضاً 2-2، ثم تمكن من انتزاع إرسال السويسري وتقدم 3-2، ثم 4-2 بإرساله.
وتجنب فيدرر بدوره السقوط للمرة الثانية على التوالي وقلب تخلفه في الشوط السابع صفر-40 إلى تعادل 40-40 ثم اخذ الأفضلية واتبعها بإرسال ساحق وكسب الشوط مقلصاً الفارق (3-4)، لكنه لم يحسن التعامل مع ضربات الأرجنتيني القوية وخسر إرساله في الشوط التاسع والمجموعة 3-6 في 38 دقيقة.
وفي المجموعة الثانية، عانى فيدرر رغم استعمال خبرته في بعض اللحظات الحرجة من خلال التقدم إلى الشبكة والإكثار من الحركة، من قوة إرسال الأرجنتيني وتنوع ضرباته خصوصاً في العمق لكنه جاراه 1-1 و2-2 وبقي التعادل قائماً حتى 6-6 فاحتكما لشوط فاصل تقدم فيه السويسري 3-صفر ثم أنهاه 7-2 والمجموعة في 46 دقيقة مدركاً التعادل 1-1.
وبدأ دل بوترو المجموعة الثالثة بكسر إرسال فيدرر للمرة الثالثة في المباراة، وتقدم على إرساله 2-صفر و3-1، وحبست أنفاس اللاعبين حين كان الأرجنتيني على وشك انتزاع الإرسال مجدداً من السويسري في الشوط الخامس لكن الأخير عادل 40-40 واخذ الأفضلية وأنهى الشوط في مصلحته لتصبح النتيجة 2-3.
واستولى دل بوترو على إرسال فيدرر مجدداً للمرة الثانية في هذه المجموعة والرابعة في اللقاء وتقدم 5-2 وأنهاها 6-2 في 36 دقيقة.
ولم ينجح دل بوترو في زيادة الضغط على فيدرر في بداية المجموعة الرابعة حين فشل في كسر إرساله للمرة الخامسة فتقدم الأخير 1-صفر، لكنه فشل بدوره بعدما سنحت له الفرصة عدة مرات فتعادلا 1-1.
وتمكن فيدرر من كسر إرسال الأرجنتيني لأول مرة بعد طول معاناة وفشل وتقدم 3-1 ثم 4-1 فكانت نقطة التحول استغلها السويسري بكسر إرسال منافسه للمرة الثانية على التوالي وتقدم 5-1 وأنهى المجموعة 6-1 في 38 دقيقة مدركاً التعادل 2-2.
وازدادت نسبة أخطاء دل بوترو مع انطلاق المجموعة الخامسة الحاسمة فخسر إرساله للمرة الثالثة على التوالي وفي المباراة، وتقدم السويسري 2-صفر و3-1، لكن منافسه لم يستسلم وأدرك التعادل 3-3 بعد أن فاز بإرساله وكسر إرسال فيدرر.
وكان السويسري على وشك أن يرد له التحية وتقدم 40-صفر في الشوط السابع لكنه فضل لعب الكرة قصيرة 3 مرات متتالية نجح الأرجنتيني في السيطرة عليها وعادل 40-40 قبل أن تعود الأفضلية للسويسري الذي استفاد من خطأ مزدوج في وقت قاتل وتقدم مجدداً 4-3 كاسراً إرسال منافسه للمرة الرابعة.
وكسب فيدرر الشوط الثامن وتقدم 5-3، وتقدم دل بوترو 40-صفر في التاسع لكن الضغط زاد عليه وارتكب عدة أخطاء احدها مزدوج فعادل فيدرر 40-40 واخذ الأفضلية لحسم المباراة دون أن يستفيد منها فقلص الأرجنتيني الفارق 4-5، لكن فيدرر عرف كيف ينتزع الفوز 6-4 بإرساله منهياً المجموعة في 50 دقيقة.
سودرلينغ يعيد التنس السويدي إلى الواجهة
وفي المباراة الثانية، أعاد سودرلينغ إلى الأذهان من خلال أدائه القوي صورة التألق السويدي في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي تحت أنظار مواطنه بيورن بورغ الجالس في المدرجات وصاحب 6 ألقاب على ملاعب رولان غارس 4 منها على التوالي، والذي أرسل إليه مهنئاً بعد فوزه على نادال في الدور الرابع.
والتقى سودرلينغ (24 عاماً) وغونزاليس (28 عاماً) سابقاً 7 مرات ففاز الأول 3 مرات في المواجهات الثلاث الأولى (مرتان في 2004 ومرة في 2006)، والثاني 4 مرات في المواجهات الأربع الأخيرة (مرتان في 2006 ومرتان في 2007).
وقدم اللاعبان عرضاً قوياً ومتكافئاً كانت بدايته للسويدي وحدث تحول لصالح التشيلي قبل أن تحتدم المنافسة في المجموعة الخامسة الأخيرة دون أن تعرف هوية الفائز إلا مع النقطة الأخيرة للسويدي.
في المجموعة الأولى كان غونزاليس، بطل أولمبياد أثينا في الفردي وأيضاً الزوجي مع مواطنه نيكولاس ماسو، البادئ بكسر الإرسال في الشوط الثاني، بيد أن سوردلينغ رد في الشوطين الرابع والسادس مستفيداً من إرساله القوي الذي فاق معدله الوسطي في المباراة عموماً 210 كلم/ساعة، وتقدّم 5-3 ثم أنهى المجموعة 6-3 بزمن 34 دقيقة بعد أن حقق إرسالين ساحقين واستفاد من 3 أخطاء مزدوجة للتشيلي.
وفي المجموعة الثانية، سارت الأمور بشكل طبيعي وكان التكافؤ التعادل سيد الأحكام رغم الفرص العديدة التي سنحت للسويدي لكسر إرسال منافسه في الشوطين السابع والتاسع، وللتشيلي في الشوط العاشر.
ونجح سودرلينغ في الاستيلاء على إرسال غونزاليس في الشوط الحادي عشر وفاز بالثاني عشر على إرساله منهياً المجموعة 7-5 في 52 دقيقة.
وهدد السويدي الذي كان أكثر حضوراً وسرعة وحسماً في اللحظات الحرجة، إرسال منافسه في الشوط الخامس من المجموعة الثالثة لكنه أخفق وفوّت أكثر من فرصة، ليبقى التعادل قائماً حتى الشوط الثاني عشر حيث سنحت الفرصة مرتين لغونزاليس للاستيلاء على إرسال السويدي والفوز بالمجموعة 7-5 في 40 دقيقة.
وفي المجموعة الرابعة، سنحت الفرصة أكثر من مرة أيضاً لسودرلينغ لانتزاع إرسال التشيلي، لكن انخفاض اللياقة البدنية لديه سمح للأخير بالفوز والتقدم 1-صفر مع ارتفاع معنوياته، ووقع التعادل كذلك 1-1 و2-2 حتى 4-4، ثم تقدم غونزاليس على إرساله 5-4، وارتكب السويدي أول خطأ مزدوج في اللقاء مانحاً منافسه فرصة كسر الإرسال وإنهاء المجموعة 6-4 في 43 دقيقة وإدراك التعادل 2-2.
في المجموعة الخامسة الحاسمة، تقدم غونزاليس 2-صفر بعد فوزه بإرساله وكسر إرسال السويدي ثم 3-صفر و4-1، لكن سودرلينغ أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بعد فوزه بإرساله وانتزاع إرسال غونزاليس ليقلص الفارق إلى 3-4 مع الاستحواذ على الإرسال وإدراك التعادل 4-4.
وكان الشوط التاسع صعباً على اللاعبين خصوصاً على غونزاليس الذي فقد إرساله وتخلف 4-5 بعد أن كان على وشك إنهاء المباراة في مصلحته، ثم أنهى سودرلينغ المجموعة 6-4 بإرساله في 39 دقيقة والمباراة ليصبح أول سويدي يصل إلى النهائي بعد مدربه الحالي ماغنوس نورمان عام 2000 حين خسر أمام البرازيلي غوستافو كويرتن.