ربما تعود شهرة المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش والمشهور باسم "صانع المعجزات" إلى أنه قاد خمسة منتخبات مختلفة إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم ، لكنه يرى أنه حقق أكبر معجزة مع المنتخب العراقي لكرة القدم.
وقاد ميلوتينوفيتش أربعة منتخبات لتجاوز الدور الأول من كأس العالم ، وهي منتخبات المكسيك وكوستاريكا وأمريكا ونيجيريا في أعوام 1986 و1990 و1994 و1998 على الترتيب ، لكنه أخفق في تحقيق ذلك فقط مع المنتخب الصيني في بطولة عام 2002 .
وفي نيسان(أبريل) الماضي عين ميلوتينوفيتش مدربا للمنتخب العراقي بطل آسيا ، بعقد لفترة قصيرة يسند إليه مهمة تدريب الفريق في كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا.
وقبل خوض المنتخب العراقي أولى مبارياته تحت قيادة الصربي-المكسيكي ميلوتينوفيتش ، قال المدرب إنها مهمة صعبة. وأضاف "ربما يكون أكبر تحدي أواجهه في مسيرتي".
لكنه أشار إلى أنه رغم ذلك ، لم يتردد في تولي المهمة. وقال "عندما جرى استدعائي لتدريب العراق ، شعرت بسعادة كبيرة بسبب الجماهير العراقية. قضيت عدة أيام في بغداد ورأيت الشغف بكرة القدم وقررت إبقاء البسمة على وجوههم".
وأكد أنه أدرك الولاء الشديد للاعبي المنتخب العراقي تجاه بلادهم. وقال "أعجبت بهم لذلك. أدركت أنه رغم كل الأزمات في العراق ، يعقد اللاعبون العزم في إدخال قدر من البهجة على شعبهم بتقديم أداء جيد".
وانتهت مهمة ميلوتينوفيتش فعليا مع المنتخب العراقي بانتهاء مشوار الفريق في كأس القارات وخروجه أمس السبت من دور المجموعات.
وكان المنتخب العراقي بحاجة إلى الفوز على نظيره النيوزيلندي على ملعب "إليس بارك" في جوهانسبرج أمس السبت بالإضافة إلى هزيمة المنتخب الجنوب أفريقي أمام أسبانيا ، كي يتأهل العراق إلى الدور قبل النهائي.
ورغم أن المنتخب الأسباني نجح في التغلب على منتخب جنوب أفريقيا المضيف 2/صفر ، أخفق المنتخب العراقي في هز شباك نيوزيلندا وتعادل سلبيا لينتهي مشواره في البطولة باحتلال المركز الثالث في المجموعة الأولى.
لكن ميلوتينوفيتش اعتبر المشوار القصير للمنتخب العراقي بمثابة نجاح كبير بالنسبة له كمدرب. وصرح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا "إنها أكبر معجزة لي ، حقا".
وأوضح فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ.)"الفريق أبلى بلاء حسنا ، ومن المستحيل أن اشعر بخيبة أمل من ذلك. قضيت أسابيع قليلة فقط مع المنتخب انتقلنا خلالها إلى دولة أخرى للاستعداد قبل البطولة".
وأضاف "لقد قدموا أفضل مجهود ، وقاموا بواجبهم. لن أبحث عن أي مبررات. فهم أخفقوا في التسجيل أمام نيوزيلندا ، وكان هذا هو الشيء الوحيد".
وقال ميلوتينوفيتش (64 عاما)، الذي لعب بجوار شقيقيه في بارتيزان بلجراد الصربي قبل الانتقال إلى موناكو الفرنسي ، إنه لم يندهش من الإجهاد الذي بدا على لاعبي العراق في نهاية المباراة أمام نيوزيلندا.
وأضاف "عندما تخوض ثلاث مباريات صعبة خلال سبعة أيام ، لا بد وأن تشعر بالإجهاد. من المستحيل ألا تشعر بالإجهاد. لقد قاموا بعمل مذهل حقا ، وأشعر بالفخر بهم". وأشار إلى أنه أدرك خيبة أمل اللاعبين ، رغم أنه أكد لهم أنه لا داع لذلك.
وقال المدرب الصربي "هنأتهم ، لقيامهم بعمل رائع. لقد قدموا كل ما بوسعهم ، ولم يكن ذلك سهلا بالنسبة لهم. لكنني ليس بوسعي شيء آخر ، فعقدي قد انتهى".
وقال ميلوتينوفيتش إنه يتطلع الآن إلى الاستمتاع بالبطولة في جنوب أفريقيا بشكل مختلف ، من خلال متابعة بعض الفرق الأخرى.