ريو دي جانيرو 6 حزيران/يونيو (د ب أ) - عمقت المواجهة الدامية بين جماهير فريقي كورينثيانز وفاسكو دا جاما والتي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين ، فضلا عن الأضرار المادية ، الأربعاء الماضي في ساو باولو ، من حدة المشكلات الأمنية التي سيكون على البرازيل مواجهتها قبل تنظيم بطولة كأس العالم 2014 .
وتساءلت صحيفة "لانسي" الرياضية أمس الجمعة عن "ماهية الفائدة التي تعود من خطة وطنية للاستثمار في بناء ملاعب حديثة وباهظة التكاليف لكأس العالم 2014 إذا كان المشجعون لا يضمنون أنهم ، قبل الشعور بالراحة ، سيعودون أحياء إلى منازلهم؟ هل هذه هي الرسالة التي نرغب في توجيهها؟".
ولم تكن أحداث العنف التي وقعت خلال مباراة الإياب للدور قبل النهائي لبطولة كأس البرازيل مفاجأة لسلطات الأمن في ساو باولو ، التي قامت بتعبئة قوات من الشرطة ضمت 22 دراجة نارية وعددا من السيارات لحماية 15 حافلة أقلت جماهير فاسكو دا جاما إلى ملعب باكائيمبو.
رغم ذلك ، لم يحل وجود أفراد الشرطة دون تعرض جماهير الضيوف لاعتداءات مشجعي كورينثيانز المتعصبين - وبعضهم كان يحمل مسدسات - بعد البدء في مشاجرة جمعت المئات.
وتعرض أحد مشجعي كورينثيانز /27 عاما/ للضرب حتى الموت أمام أعين الشرطة ، التي لم تتمكن كذلك من منع تدمير العديد من السيارات أو إشعال النار في حافلة ودراجة نارية.
وتساءل مسئول النيابة باولو كاستيليو: "عندما قتل مشجع كورينثيانز ، كانت الشرطة موجودة هناك وهي مسلحة ، لكن كيف يمكن السيطرة على 800 مشجع؟" ، وذلك قبل أن يقترح السماح "فقط" لجماهير الفرق المضيفة بحضور المباريات التي تمثل خطورة أمنية دون حضور جماهير مع الفريق الضيف.
وخلال العامين الماضيين ، لقي ستة أشخاص آخرون حتفهم في أحداث تتعلق بكرة القدم. واندلعت الاشتباكات خارج الملعب في جميع تلك الحوادث ، ما دفع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إلى التأكيد على عدم وجود علاقة له بهذه الإشكالية.
ويؤكد رئيس الاتحاد ريكاردو تيكسيرا - محاولا التقليل من مأساة ساو باولو أن كل ما يحدث خارج الملعب هو مشكلة الشرطة قائلا "بالتأكيد وقعت في نفس ذلك اليوم أحداث عنف لا تتصل بكرة القدم في جميع مدن البرازيل. العنف خارج الملعب هو مشكلة الشرطة".
من جانبهم ، يؤكد الخبراء أن عدم توفير الأمن للجماهير أمر لابد من مواجهته بإجراءات حازمة ، إذا كانت البرازيل ترغب حقا في تنظيم أهم بطولات الكرة في العالم بنجاح بعد خمس سنوات.
وقالت صحيفة "لانسي" الرياضية: "تتعدى الكرة ما يحدث في المدرجات.. على رئيس الاتحاد النظر لما هو أبعد من الأعمال التي ستنفذ ، في ظل خطورة تشويهها ببقع من الدماء".
ويؤكد وزير الرياضة البرازيلي أورلاندو سيلفا أن أحداث العنف لا تؤثر على صورة البرازيل كدولة منظمة لكأس العالم 2014: "ما حدث لا يؤثر في شئ.. إن ذلك ليس له علاقة بكأس العالم".
بيد أن سيلفا أشار إلى الحاجة إلى إسراع مجلس الشيوخ بإقرار مشروع صادق عليه بالفعل مجلس النواب ، يجرم أعمال العنف والشغب التي يرتكبها مشجعو كرة القدم.