يبدو أنها بداية النهاية..كل يوم يأتي وفئة ليست بالقليلة تتأكل من شعبية شبكة ART..كان لزاماً علي أن أسال العديد من مشتركي الشبكة المختلفة لأقف علي أرض صلبة حين أضع تقريري بين أيديكم..
أمثلة كثيرة لاحت أمامي حين قمت بسؤال عدد لا باس به من الجماهير..بدأت بالطبقات المتدنية في المجتمع المصري وأقصد بذلك الفقراء وبسؤال عدد ليس بقليل فقد أجمعوا علي أنهم ليسوا من مشتركي الشبكة وأن اي مباراة هامة علي اي من قنوات الشبكة فالمقاهي لا يوجد أكثر منها او الذهاب إلي اي من الأصدقاء من ميسوري الحال لمشاهدة المباراة وغير ذلك فالقنوات الأرضية هي الحل الوحيد لكي يشاهدوا مباراة كرة قدم مجانية.
أما الطبقة المتوسطة في مصر والتي ينتمي إليها عدد كبير من الشعب المصري فقد أثارت سخطها علي شبكة ART بعد أن ضاعفت أشتراك الشبكة بداعي أن هناك قنوات جديدة تم أضافتها للباقات ويجب أن يتم دفع أشتراكها أجباريا لكي تشاهد قناتك المفضلة بالرغم من عدم حاجة الكثير من المشتركين للعديد من القنوات التي تجبر الشبكة مشتركيها للأشتراك فيها.
أما طبقة الأثرياء فالكثير منهم يشتركون في الباقات بداعي الرفاهية حتي ولو لم يحتاجوا لمشاهدة ما بها من قنوات وأن الأغلبية لا تجد أدني مشكلة في الأشتراك بالشبكة هذا مع شعورهم بالأسي لزيادة الأشتراك وما يسببه من ألم للمشجع العربي محدود الدخل..
لا يمكن أبدًا إغفال الطريقة التي تتعامل بها شبكة ART مع المشتركين فالامر اصبح لايوصف فبعد أن كان الأشتراك للباقة الرياضية 45 جنيها مصرياً اصبح الأمر الان يصل إلي 120جنيها مصرياً اي أن الاشتراك قد تجاوز الضعف ولن يجد رب الأسرة الذي زاد دخلة بقدر محدود وأرتفعت نفقاته بسبب غلاء الاسعار بشكل لا يوصف مفر من الأستغناء عن خدمات الشبكة والأتجاه إلي أقرب دليل للمقاهي في الحي الذي يسكن به ويحجز مقعده من الان وحتي أول مباراة هامة يريد مشاهدتها مع حاجته إلي بعض الكمامات لكي لا يشم رائحة الدخان وبعض سدادات الأذن لكي لا يسمع بعض الكلام النابي الذي من الممكن أن يسمعه في بعض المقاهي هو وأسرته فهو يعلم أنه في مقهي وليس محرابأ للعلم هذا فضلاً عن الضغط الأسري لذي سيسببه له ذلك فمن أين سيأمن إذا أحضر زوجته او أبنائه مما يحدث في المقاهي خاصة مع ازدياد سخطه علي الشبكة بعد أن حرمته من خصوصيته بالبقاء في منزله هو وأولاده.
تحاول شبكة ART أن تقطع كل أوصال الود بينها وبين المشتركين بعد أن جفت ينابيع الحنان مع أول ضربة من الشبكة إلي الشتركين برفع الأسعار سواء كان ذلك بداعي الأزمة العالمية او اي سبب يمكن أن تسمعه او تتخيله !
الأشتراك المبالغ فيه في رأي الكثير من الفئات يضع رب الأسرة أمام فرصة لا باس بها لمخالفة القوانين وإستعمال طرق غير قانونية لمشاهدة مباراة فريقه او منتخبه المفضل سواء بإستخدام "الشيرنج" او "الوصلة".
ورغم عدم قناعتي بمثل هذة الأساليب التي تخالف القانون إلا أنني وقفت عاجزاً عن الحديث أثناء حواري مع أحد الجيران وهو يوجه لي أكثر من لكمة حوارية بعد أن ساق لي الدليل علي عدم جدوي رفع الشركة لقيمة أشتراكها بالمقارنة بشبكة اخري مثل الجزيرة التي تقدم بطولات أكثر بمبلغ أقل وكلما لاحت الفرصة لزيادة الأشتراك بعد أن تتعاقد علي بطولة هامة ترفض بشدة واضعة المواطن العربي البسيط نصب أعينها.
بدا جاري يحاول أن يقنعني بمدي جدوي أساليبه الغير قانونية وأنا أخالفه دائما في حديثي إلي أن ساق لي مثالاً حيث قال إذا أفترضت انك تريد أن تشتري سلعة ما فذهبت لكي تبحث عنها إلي أن وجدتها ففوجئت بالبائع يجبرك لكي تشتري السلعة التي ترغبها فإن عليك أن تشتري سلعة أخري لا ترغبها لكي تحصل علي سلعتك المطلوبة وعندما طلبت منه التوضيح أكثر لمثاله فقال لي أن الشبكة قد فرضت علي أن أشترك في قنوات لا أرغبها وانا لست في حاجة إليها لكي أشترك في الباقة الرياضية التي أرغبها فماذا تسمي هذا لماذا يتم إجباري أن أشترك في قنوات عالم الحيوان وقنوات كرة القدم الامريكية وأنا لا أملك الا وقت قليل لمشاهدة مباريات كرة القدم التي أعشقها ماذا تسمي هذا بالله عليك.
وقفت أمامه أبحث عن إجابة إلي أن عجزت فطريقتي في الجدال عجزت عن الحديث معه وإقناعه في التخلي عن الأشتراك الغير قانوني لكن لعل الشبكة لديها توضيح او طريقة أفضل للأقناع.
وأمر اخر يلوح في الافق من شبكة A RT حيث تعكف الشبكة علي تغيير نظام التشفيير الذي تتبعه لتأمين إيصال القنوات إلي المشتركين فقط حيث ستتعاقد علي تبديل نظام ارديتو 2 بنظام Viaccess الفرنسي وهو ما يعني أن علي جميع المشتركين أن يغيروا أجهزة إستقبالهم الحالية والتي تعمل بنظام ارديتو 2 مما يمثل مشكلة كبيرة لمشتركي شبكة الشوتايم والجزيرة حيث سيضطروا لشراء جهاز يعمل بنظام Viaccess والأحتفاظ بجهازهم القديم الذي يعمل بنظام ارديتو 2 لمشاهدة باقتي الشتوتايم والجزيرة مما يمثل إثقال علي كاهل المواطن العربي.
وهو الامر الذي سيمثل بلا شك زيادة السخط علي الشبكة من قبل المشتركين بعد أن زاد الأشتراك مما يعني أن علي شبكة ART أن تبذل مجهود خارق للحفاظ علي مشتركيها وليس البحث عن فئة جديدة للأشتراك لديها.
وكان الله في عون المشجع العربي الذي يعاني من زيادة قيمة الأشتراك من شبكة ART خاصة أنه لا يوجد سوي دافع واحد لتقريري وهو أن تنظر الشبكة بعين الأعتبار للمشجع العربي محدود الدخل.
وكانت أخر وقائع شبكة ART التي لم تغضب المشجع المصري فقط وإنما السعودي حين أشترت حق بث مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب الصيني ومع ذلك لم تبث المباراة حيث أرجعت ذلك إلي خطأ شركة أخري كان عليها أن تساعدها في تقديم خدمة النقل للمباراة.
وإذا كانت الأشتركات قد أرتفعت في مصر فإنها أرتفعت في السعودية والمغرب والجزائر والسودان والعديد والعديد من الدول العربية وبكل تأكيد هناك من عزف عن الأشتراك في الشبكة بسبب أرتفاع الأسعار وربما يتجهوا نحو الطرق الغير قانونية والامر الان لله أولاً ثم للشبكة إذا أرادت أن تخفف من وطأة الغضب الذي يلاحقها بأن تخفض قيمة الاشتراكات وتضع المشجع العربي نصب أعينها لينتمي أكثر للشبكة ويداوم علي الأشتراك بها.