ربما تحفل صفوف المنتخب العراقي بالعديد من النجوم مثل نشأت أكرم وهوار ملا محمد لكن يظل المهاجم الخطير يونس محمود دائما هو الأمل الأكبر للفريق في البطولات الكبيرة.
ولا يختلف الوضع كثيرا في كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا والتي تنطلق فعالياتها غدا الأحد بالمواجهة المتكافئة بين منتخبي العراق وجنوب أفريقيا على استاد "إليس بارك" حيث يعلق العراقيون آمالا كبيرة على خبرة يونس محمود بالبطولات الكبيرة ويتمنون أنه تشهد كأس القارات صحوة جديدة لهذا اللاعب الخطير.
ولم يقدم يونس محمود في العامين الأخيرين ما يستحق الذكر لكنه كان النجم الأول للفريق في عامي 2006 و2007 ونجح في ترك بصمة واضحة على الكرة العراقية من خلال بطولة كأس آسيا 2007 ودورة الألعاب الأسيوية 2006 .
ففي عام 2007 سجل يونس محمود الهدف الوحيد للمباراة النهائية لكأس آسيا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا ليقود الفريق إلى الفوز 1/صفر على نظيره السعودي ويتوج أسود الرافدين (لقب المنتخب العراقي) بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهم.
كما توج يونس محمود في هذه البطولة بلقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف والأكثر من ذلك أنه قدم للشعب العراقي ما يلتف حوله لتتوحد كلمة هذا الشعب للمرة الأولى منذ سنوات من أجل الاحتفال باللقب رغم ظروف الحرب والاحتلال التي عانى منها الشعب العراقي في تلك الفترة.
وقبل خمس سنوات نجح يونس محمود في قيادة المنتخب العراقي للوصول إلى المربع الذهبي في مسابقة كرة القدم للرجال بدورة الألعاب الأولمبية في أثينا ولكنه سقط في مباراة تحديد المركز الثالث وفشل في إحراز الميدالية الذهبية.
كما سجل يونس محمود ثلاثة أهداف للمنتخب العراقي في دورة الألعاب الأسيوية بالدوحة عام 2006 وقاد الفريق للمباراة النهائية لكنه خسر المباراة النهائية أيضا واكتفى بالميدالية الفضية.
والآن جاء الدور على كأس العالم للقارات وهي المشاركة العالمية الأولى للمنتخب العراقي منذ وصوله لنهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك وبعيدا عن مشاركته الأولمبية في أولمبياد أثينا.
ويدرك يونس محمود جيدا الآمال والأعباء الملقاة على عاتقه فهو لا يسعى فقط إلى قيادة الفريق نحو الانتصارات وإنما إلى قيادة الشعب العراقي بأكمله إلى الاحتفالات وتوحيد توجهاتهم نحو هدف واحد وهو مساندة الفريق لتحقيق الفوز والاحتفال به.
لكن مهمة المنتخب العراقي ليست سهلة على الإطلاق خاصة وأن تحليل مجموعته في الدور الأول لكأس القارات يؤكد أنه يتنافس مع منتخبي جنوب أفريقيا صاحب الأرض ونيوزيلندا بطل اتحاد منطقة الأوقانوسية على بطاقة واحدة للتأهل من المجموعة الأولى إلى الدور قبل النهائي بينما سيكون المنتخب الأسباني بطل أوروبا مرشحا بقوة لحجز بطاقة التأهل الأولى من هذه المجموعة.
وكان يونس محمود مهددا بالغياب عن كأس العالم للقارات فبعد خروج المنتخب العراقي مبكرا من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا على يد قطر وكذلك من بطولة كأس الخليج الماضية في العاصمة العمانية مسقط رحل البرازيلي جورفان فييرا عن تدريب الفريق.
ووسط شعور الكثيرين في العراق بأن اللاعبين المحترفين بالخارج فرطوا في فرصة الوصول للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم ولم يقدموا ما لديهم من جهد لصالح المنتخب ، استبعد المدرب الوطني راضي شنيشل ،الذي تولى قيادة الفريق بشكل مؤقت في شباط/فبراير الماضي ، العديد من اللاعبين البارزين في صفوف الفريق وفي مقدمتهم يونس محمود ونشأت أكرم بدعوى تراجع مستوى هؤلاء النجوم.
لكن مع وصول المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش إلى العراق وتوليه تدريب الفريق أعاد هذا المدرب العديد من النجوم لصفوف الفريق وفي مقدمتهم يونس محمود لاعب الغرافة القطري مؤكدا أن الفترة المتبقية على كأس العالم للقارات قصيرة ولا تسمح بأي تجارب ومن ثم فإنه سيضم للفريق أبرز اللاعبين بغض النظر عن الأندية التي يلعبون لها.
وصرح بورا إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "المهم هو حالة اللاعبين ومدى قدرتهم على العطاء في الوقت الحالي بغض النظر عن أي انطباعات سابقة".
وفي تعليقه على يونس محمود ، قال بورا "إنه لاعب رائع قدم الكثير للمنتخب العراقي من قبل وكان وجوده مع الفريق في هذه البطولة (كأس القارات) مهما للغاية.. وأتمنى أن يقدم في البطولة نفس المستوى الذي كان عليه في كأس آسيا 2007 ".
ويمثل يونس محمود بالنسبة لبورا حلا مثاليا للعديد من الأمور في الفريق فهو يجيد تسجيل الأهداف بالإضافة إلى إجادته صناعة اللعب وصنع الأهداف وقيادة الفريق بحنكة في الأوقات العصيبة.
وقد ينجح بورا في إعادة اكتشاف يونس محمود مثلما اكتشفه المدرب العراقي عدنان حمد في المرة الأولى وكان ذلك في أوائل عام 2002 عند ضمه إلى صفوف المنتخب العراقي وهو لا يزال في التاسعة عشر من عمره ليثير ضده العديد من الانتقادات نظرا لافتقاد اللاعب الخبرة المطلوبة.
لكن يونس محمود رد على جميع هذه الانتقادات بالنجاح في أول ظهور له مع المنتخب العراقي بالإضافة لإحرازه مع فريق الطلبة العراقي لقب بطولتي دوري وكأس العراق بعدها بأسابيع قليلة.
ويستطيع اللاعب الرد مجددا على جميع الانتقادات التي وجهت له وزملائه بعد الإخفاق في كأس الخليج وفي تصفيات كأس العالم 2010 وذلك من خلال التألق في كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا.